الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

ⵜⴰⴳⴷⵓⴷⴰ ⵜⴰⵣⵣⴰⵢⵔⵉⵜ ⵜⴰⵎⴰⴳⴷⴰⵢⵜ ⵜⴰⵖⴻⵔⴼⴰⵏⵜ

مصالح الوزير الأول

ⵉⵎⴻⵥⵍⴰ ⵏ ⵓⵏⴻⵖⵍⴰⴼ ⴰⵎⴻⵏⵣⵓ

SPM

من أجل سياسة خارجية نشطة واستباقية

17-05-2021

تندرج السياسة الخارجية لبلادنا، بحزم، في إطار الالتزامات التي تعهد بها رئيس الجمهورية، السيد عبد الـمجيد تبون، في برنامجه، وبشكل أخص إرادته في تحيين أهداف ومهام الدبلوماسية الجزائرية في ظل القيم والـمبادئ الثابتة التي تقوم عليها، على ضوء العوامل الهيكلية والظرفية التي تميز مسارها.

ويسلط الفصل الرابع الموسوم بـ: "من أجل سياسة خارجية نشطة واستباقية" الضوء حول سبعة محاور أساسية، هي كالتالي:

 الدفاع عن الـمصالح العليا للأمة

في عالـم تطبعه أحداث غير متوقعة، وفي ظرف إقليمي محفوف بالـمخاطر، ستحرص الحكومة على وقاية الجزائر من كل التهديدات والـمحاولات الرامية إلى الـمساس بمقوماتها ووحدتها وسلامتها وحيادها عن أهدافها الـمتمثلة في التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعن دورها كفاعل هام في الساحتيْن الإقليمية والدولية.

وسيرتكز الأمن الوطني في الجزائر، بكامله، على عوامل التكامل والتفاعل والتعاون بين جميع الفاعلين في الدولة والقِوى الحية في الـمجتمع في مسارات من شأنها تأكيد السيادة والاستقلال الوطنييْن والتطور بانسجام مع خطوات ثابتة في مجال تغيير ظروف معيشة كل الفئات الاجتماعية.

 الـمساهمة في الاستقرار والأمن الإقليمييْن

إن الجزائر، بحكم تاريخها ووزنها وموقعها الجغرافي الـمركزي بين القارة الإفريقية والوطن العربي والبحر الأبيض الـمتوسط، ستلتزم أكثر من أي وقت مضى بترقية مبادرات والقيام بمساع وبذل جهود من أجل الـمساهمة في تسوية الأزمات والنزاعات في الـمنطقة على غرار النزاع في الصحراء الغربية والأزمة في ليبيا أو عدم استقرار الأوضاع في منطقة الساحل الصحراوي، وكذا عبر القارة الإفريقية والشرق الأوسط والحوض الغربي للبحر الأبيض الـمتوسط.

توطيد الروابط مع الوطن العربي وإفريقيا

سيتم تجسيد البُعديْن العربي والإفريقي بشكل كبير في إطار إعادة تفعيل النشاط الدبلوماسي الجزائري، من أجل توطيد روابط الأخوة والصداقة مع بلدان هاتين الـمنطقتين اللتين تُعدّان جزء من العمق الاستراتيجي والتجذر الحضاري لبلادنا.

ترقية السلـم في العالـم وترسيخ مبدأ الشراكة

على الساحة الدولية، ستقوم الجزائر بنشاط استباقي ومتعدّد الأشكال، من أجل تمكين بلادنا من تعزيز مكانتها كفاعل نشيط، بحيث تساهم، كما كانت كذلك في الـماضي، في تسوية الأزمات والتوترات على الـمستوى الدولي وتؤثر على مجرى الأحداث الهامة في تاريخ الـمجتمع الدولي وفي حياة البشرية.

وستستمر الجزائر بشكل منهجي وعقلاني، في تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية مع أهم شركائها في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا مع السهر، في كل مرة، على الـمحافظة على الـمصالح الوطنية وتحقيق هدف الـمساهمة في التنمية الفعلية لاقتصادنا.

 الدبلوماسية الاقتصادية في خدمة مخطط الإنعاش الاقتصادي 2020 ــ 2024

ستواصل الحكومة الأعمال الـمجدّدة التي تمت الـمبادرة بها في بداية سنة 2021، وفق توجيهات السيد رئيس الجمهورية، في مجال الدبلوماسية الاقتصادية، من أجل تقديم كل مساهمتها في تحقيق الأهداف الـمحدّدة في الندوة الوطنية حول الإنعاش الاقتصادي التي انعقدت في شهر أوت 2020.

عصرنة الأداة الدبلوماسية وتسيير الـموارد البشرية

في إطار مخطط عمل الحكومة الرامي إلى عصرنة الإدارة وتعميم التكنولوجيات الجديدة للإعلام وتسيير الـموارد البشرية، سيتم تجسيد الأعمال الآتية:

  •  تعزيز مكانة الشباب والنساء والكفاءات الوطنية في تأطير الجهاز الدبلوماسي؛
  • توظيف إطاراتنا في الـمؤسسات الإقليمية والدولية، بما يسمح بتعزيز وجودنا ونفوذنا على مستوى هذه الـمنظمات؛
  • مضاعفة عمليات التكوين وتحسين الـمستوى، من خلال تعزيز اختصاصات وصلاحيات الـمعهد الدبلوماسي والعلاقات الدولية (IDRI)؛
  • إنشاء لجان خاصة للتكفل بالـملفات الـمتعلقة بتصنيف الـمناصب الدبلوماسية والقنصلية حسب الـمناطق وضمان الرعاية الطبية لكافة الـمستخدمين قيد النشاط بالخارج وترشيد التسيير الـمالي ومسألة الأملاك غير الـمنقولة للدولة الجزائرية بالخارج.

استراتيجية مجدّدة تجاه جاليتنا الوطنية الـمقيمة بالخارج

يجدر التذكير بالروابط الـمتينة جدًّا التي تربط أفراد جاليتنا الـمقيمة بالخارج ببلدهم الأصلي، بمختلف فئاتها وأجيالها، حيث يشهد على ذلك دورهم الحاسم في الوعي الجماعي بأهمية التمتع بسيادتنا وهويتنا، ومساهمتهم في الكفاح من أجل الاستقلال، دون إغفال مظاهر التضامن الـمثالي إزاء مواطنيهم للتصدي لجائحة كوفيد 19، مع الإشارة إلى تفاعلهم الـمؤثر مع رايتهم ونشيدهم الوطني وفريقهم الوطني.

إن قرار السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون القاضي بإضافة البُعد المتعلق "بالجالية الوطنية بالخارج" إلى التسمية الرسمية لوزارة الشؤون الخارجية، يؤكد مدى الأهمية الاستراتيجية التي تم إيلاؤها لهذه الفئة الهامة من مواطنينا.

وفي هذا الإطار، تلتزم الحكومة بتجسيد إرادة القاضي الأول في البلاد، من خلال مقاربات ومناهج مجددة للتكفل بانشغالات هذه الجالية وتطلعاتها وتعزيز روابطها مع الأمة وإشراكها في جميع الجوانب الـمتعلقة بتنمية البلاد.